أيقونة المقهورين، وسبارتاكوس المصريين (مو صلاح)، لقد جعلنا منك قديسا ونبيا وكنا أول من كفر بك! وضعنا أحلامنا وهزائمنا على كتفك فأثقلناه وأوجعناه أكثر من اللاعب الذى أصابك !الفاشل والعاطل والمريض والفقير والعاجز والمغترب والوحيد والمكتئب والسجين كلهم جعلوا منك لوحة نيشان لأحلامهم المهدرة، وطالبوك بأن تحررهم من عجزهم وضعفهم، نحن يا صلاح مهزومون حتى النخاع والكرات تدخل مرمانا ليل صباح!
كنا نأمل فى نصر يشفينا ويداوى بعض جراح! حملناك ما لا تحتمل وجعلنا منك مسيحا منتظرا، ولما لم تأت بالمعجزات! صلبناك وجردناك من هالة الضوء، ملوثون نحن بكل ألوان الجرائم، سنبيعك ببضع دراهم!، نحن لا نشبهك يا ولدى، لا ننتمى إليك ولا تنتمى إلينا! أنت من عالم العمل والدقة والكفاح طريقا واحدا للفلاح! ونحن يا صلاح فاشلون وآفاقون أدمننا التحايل والفساد، نحن أمراء الفهلوة والهمبكة والأمور لدينا دائما سداح مداح! نحن من عالمين مفارقين، بينهما محيط شاسع لا يختلطان ولا يمتزجان! نحن أدمننا الرشوة ولا يعنينا سوى اللقطة، ونعشق منطق الهبرة، نحن نكافيء الفاسد ونكره الموهوب وصاحب العلم، نحن وصلنا بالواسطة بالكوسة بالصدفة، بالرشاوى والعطايا، ولا مكان بيننا لعالم أو لمجتهد أو موهوب أو حالم، وأنت يا صلاح تشبه أبطال الأساطير وحواديت ألف ليلة وليلة والشاطر حسن، تشبه الأبطال الخارقين كسوبرمان وكل عائلة (مان)!، أنت كأبطال السينما الأمريكيين ينتصرون بمفردهم على جيش من الأعداء! ونحن منذ قرون راقدون على كراسى مقاهينا كالدببة المنهكة، نلحس الشاشات ونضرب الزهر ونلعن الدهر! ننتظر المخلص ولا نبرح المكان! لم ندرك أنك لا تلعب لعبة فردية! وأن وضعك مع منظومة كاملة تسير عكس إتجاهك ستمزق لك الأربطة والأنسجة! سامحنا لا نليق بك ولا تليق بنا! لا نستحقك، أنت أجمل بكثير من أن تكون لنا، نحن أدمننا القبح وأنت الجمال، أخشى أن تنتقل اليك عدوانا، سامحنا علقنا على أكتافك كل هزائمنا، وقيدناك بسلاسل لم نتحرر منها، وطالبناك بالمعجزات، إنسنا يا صلاح قبل أن ندمرك، نحن قتلة أنبياء بإمتياز ونكره الناجحين، فكلما نظرنا فى وجهك العنيد رأينا كم نحن عبيدا، وكلما تطلعنا الى جمالك ذكرتنا بقبحنا العتيد ، إنسنا وأحم نفسك منا وسنحاول أن ننساك، إنسنا يا صديقى ولا تأخذنا مرة أخرى إلى غزواتك الكروية العالمية، فنحن لم نكن نستحق التأهل لولا طموحك الجبار، أدر ظهرك وإلتفت لنفسك، تحرر منا فنحن أثقالك وقاتليك! لو كنت تقود فريقا كإنجلترا أو كرواتيا أو حتى نيجيريا لأوصلته للنهائى! ولكنك تقود فريقا من السجناء العاجزين الفاسدين، الذى رضوا عن فسادهم ورضى فسادهم عنهم! آسفين يا موصلاح ..لسنا أهلا للنجاح .
--------------------------------
إعلامى